فضيحة تهز بريطانيا: أزمة تجميد البويضات والأجنة تؤثر على أكثر من 100 امرأة
المجتمع البريطاني يشهد موجة غضب واسعة عقب الكشف عن تضرر بويضات لأكثر من 100 امرأة خلال عملية التجميد في عيادتين متخصصتين.
وفقاً لتقارير “سكاي نيوز” البريطانية، تبيّن وجود خلل في المحاليل المستخدمة داخل عبوات التخزين الخاصة بالبويضات والأجنة (البويضات المخصبة) المجمدة.
المحاليل المعيبة استُخدمت في وحدة المساعدة على الإنجاب (ACU) بمستشفى “غاي وسانت توماس” في لندن وعيادة “جيسوب” للخصوبة في مدينة شيفيلد.
تختار بعض النساء طريقة تجميد البويضات لإمكانية تأسيس أسر في المستقبل، في حين تقدم عليها أخريات قبل البدء بعلاجات طبية قد تؤثر على خصوبتهن، مثل العلاج من السرطان، وفقًا لما ذكره موقع “ويب طب”.
في ظل الجدل الحاصل، راشيل كاتنغ، مديرة المعلومات في هيئة الإخصاب البشري والأجنة (HFEA)، أوضحت يوم الأربعاء أن الهيئة تباشر التحقيق في الحادثة التي وقعت في العيادتين المعنيتين، واللتين قد أجرتا اتصالات مع 136 من العملاء والعميلات.
كاتنغ ذكرت: “الشركة الموردة للمحاليل للعيادات تمتلك آلية تتبع تمكنها من معرفة مصير المنتجات بدقة، وهي ملتزمة بموجب القانون بالإبلاغ عن أية مشكلات إلى الجهات الرسمية المعنية”.
وأضافت: “سنقوم بإعلام أية مريضة قد تتأثر من هذه العيادات، آملين أن يسهم ذلك في توفير الاطمئنان لكل من يهمه الأمر”.
من ناحيتها، أفادت الدكتورة جنيفر هيل، المديرة الطبية لمؤسسة صندوق الخدمات الصحية الوطنية في شيفيلد، لشبكة سكاي نيوز، بأنه تم تحديد 29 مريضة في عيادة “جيسوب” خضعت بويضاتهن أو أجنتهن للتجميد في أغسطس 2022.
وصرحت: “نؤكد أن 28 من هؤلاء السيدات لم يستخدم معهن السائل المعيب أثناء عملية التجميد”.
في سياق مشابه، أعلن متحدث باسم مؤسسة صندوق الخدمات الوطنية الصحية التابعة لـ”غاي وسانت توماس” أن “وحدة المساعدة على الحمل” بالمستشفى “ربما استخدمت المحاليل في سبتمبر وأكتوبر 2022″، وذلك قبل أن تصدر شركة “Cooper Surgical” الأميركية، المصنعة للمحاليل، تنبيهًا عاجلاً بشأن السلامة في فبراير العام الماضي.
وأكد المتحدث أنه “لم يكن هناك علم بالمشكلة المحتملة في الوقت الذي تم فيه تجميد البويضات”، مشيرًا إلى أن ذلك قد يؤثر سلبًا على فرص بقاء البويضات أو الأجنة المجمدة بعد إذابتها.
وأضاف: “قمنا بالتواصل مع جميع المتأثرين لنعتذر عن التأخير في الإبلاغ عن هذه المشكلة وأي إزعاج ناجم عنها”. من جانبها، أشارت سارة نوركروس، المديرة العامة لمؤسسة Progress Educational Trust الخيرية المختصة بالعقم، إلى أن الوضع سيكون “مصدر ألم” للمرضى، مؤكدة أن “الدافع وراء تجميد المرأة لبويضاتها غالبًا ما يكون مرتبطًا بالعامل الزمني”.
كاثرين سلاتري، المحامية المختصة بقضايا الإهمال الطبي، علقت قائلة: “هذا الحادث المقلق قد يكون له تأثيرات خطيرة على النساء المعنيات، وبشكل خاص على تلك النساء اللواتي خضعن لتجارب العلاج الكيميائي والتأثيرات الجسدية والنفسية للسرطان”.
وأوضحت: “تواصلت معنا بعض النساء اللاتي قد يكن متأثرات بالموقف، ونحن نقوم بدراسة مخاوفهن عن كثب”.
وأكملت: “من الضروري أن تتلقى هؤلاء النساء الرعاية والدعم المناسبين لمساعدتهن على التغلب على هذه الفترة الصعبة، في الوقت الذي يجري فيه التحقيق بشكل أعمق في الحادث”.